مع استمرار ارتفاع إيجارات العقارات في دبي، يلجأ المستأجرون لخيار سداد الأقساط بشيكات متعددة. وأوضح مسؤولون تنفيذيون في الصناعة أن اتجاه سداد الأقساط مقسمة على أربعة شيكات أو أكثر آخذ في النمو مقارنة بالعام الماضي، حيث يسعى المستأجرون لإيجاد وسائل لإدارة التكاليف المتزايدة في البلاد.

ومع ذلك، فإن الأمر يأتي على حساب المستأجرين، حيث يقوم بعض أصحاب العقارات بزيادة الأسعار لهذا الخيار.

وبحسب بيانات شركة الاستشارات العقارية "ألسوب وألسوب Allsopp & Allsopp"، أظهر الربع الثالث من عام 2024 ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المستأجرين الذين اختاروا السداد من خلال أربعة شيكات أو أكثر، مع زيادة عدد المستأجرين الذين اختاروا السداد على ستة دفعات بنسبة 33 في المائة و عدد المستأجرين الذين اختاروا السداد على ثمانية شيكات بنسبة 36 في المائة، مقارنة بالربع الثالث من عام 2023. وشكلت مدفوعات الإيجار التي تزيد عن أربعة شيكات 32 في المائة من جميع العقود، مقارنة بفترة العام الماضي، والتي شهدت الدفع بشيك واحد وهو الأمر الأكثر شيوعاً.

وقال "لويس أولسوب"، رئيس مجلس إدارة شركة أولسوب وأولسوب: "يشير هذا الاتجاه إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجارات، فإن المستأجرين على استعداد لدفع هذه المبالغ عند توفر خيارات دفع مرنة عليهم، لأنهم يسعون إلى العيش في مجتمعات متميزة وعالية الجودة. وهذا يشير أيضاً إلى ارتفاع السيولة في السوق، والذي يدعمه بشكل أساسي انتقال السكان الجدد إلى دبي".

وأضاف أن أحد الاتجاهات الشائعة التي لوحظت في الربع الثالث هو الوصول السريع لعروض الإيجار في السوق، مع زيادة بنسبة 13 في المائة في الربع الأخير.

وقال "ألسوب": "مع زيادة عدد العقارات في السوق، ارتفعت قيمة الإيجارات، مما أدى إلى تقديم خطط دفع مرنة من قبل أصحاب العقارات. وكانت خطة دفع الإيجار الأكثر انتشاراً هي 4 شيكات أو أكثر، والتي تمثل 32 في المائة من جميع العقود، مقارنة بانفس الاتجاه لنفس الفترة من العام الماضي، والتي شهدت الدفع بشيك واحد باعتباره الأكثر انتشاراً. ومع استمرار ارتفاع أسعار الإيجار، يختار المستأجرون بشكل متزايد توزيع المدفوعات على أقساط متعددة".

وصلت الإيجارات إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في الإمارة بسبب الطلب غير المسبوق من قبل الاختصاصيين والأغنياء الذين ينتقلون إلى الإمارة.

قالت "براثيوشا جورابو"، رئيسة قسم الأبحاث والاستشارات في شركة "كوشمان آند ويكفيلد كور": يختار العديد من المستأجرين بشكل متزايد الدفع بالشيكات المتعددة لإدارة التكاليف بشكل أفضل، وخاصة في أعقاب ارتفاع الإيجارات".

وأضافت جورابو أن "هذا يوفر مزيداً من المرونة ويقلل العبء المالي المتمثل في المدفوعات بالمبالغ الإجمالية عالية التكلفة".

وفقاً لـ "ألسوب وألسوب" في جميع أنحاء المدينة، يستمر الطلب على الإيجار في الارتفاع بشكل أسرع من العرض في السوق، مما يؤدي إلى زيادة أسعار الإيجار. ولذلك يلجأ المستأجرون بشكل متزايد لخيار الدفع عن طريق توزيع المبلغ على دفعات متعددة بدلاً من دفعة واحدة.

وأضاف "لويس ألسوب": "بالإضافة إلى ذلك، نشهد زيادة مطردة في عدد السكان، وكثير منهم يأتون من بلدان يعدُّ فيها دفع الإيجار شهرياً هو القاعدة الثابتة، لذلك يتوقعون الدفع على دفعات متعددة طوال العام. ولدينا أيضاً نظام "نقودي"، الذي يسهل الدفع المباشر للإيجار. وبالنسبة لأصحاب العقارات، يضيف ذلك المزيد من الأمان والراحة إلى عملية الدفع مما يؤدي إلى زيادة اللجوء لخيار المدفوعات المتعددة، فضلاً عن تسهيل الشؤون المالية للمستأجرين".

زيادة في الإيجارات من قبل أصحاب العقارات

ومع ذلك، قالت "براثيوشا جورابو" إن السوق لا يزال داعماً لأصحاب العقارات حيث يفضل العديد منهم عدداً أقل من الشيكات.

وأضافت "جورابو": "لاحظنا أن المؤسسات العقارية الكبيرة، مثل "وصل"، أصبحت تقدم خيارات أكثر مرونة مثل خيارات الدفع الشهري وقبول طرق دفع مختلفة، بما في ذلك الشيكات أو التحويلات الإلكترونية".

وأضافت أنه "مع تزايد عدد المستأجرين الذين يطلبون الدفع بأقساط متعددة، قد يستجيب بعض أصحاب العقارات للأمر بزيادة أسعار الإيجار لهذا الخيار. ومع ذلك، يظل عدد الشيكات قابلاً للتفاوض، ويتأثر إلى حد كبير بمستويات الإشغال الحالية والطلب على عقار معين. وقد يجد أصحاب العقارات الجدد في العقارات التي تم تسليمها مؤخراً بمستويات إشغال أقل .. مرونة أكبر في التفاوض على شروط الإيجار الإجمالية".

يقول "لويس ألسوب" مع ارتفاع أسعار الإيجارات في مختلف أنحاء المدينة، أصبح أصحاب العقارات أكثر تساهلاً، حيث عرضوا على المستأجرين خيار توزيع مدفوعاتهم من شيك واحد إلى 12 شيكاً. وقال: "يأتي ذلك كنتيجة لزيادة أسعار الإيجار، وخاصة بالنسبة لخيار الدفع بالشيكات المتعددة التي تصل إلى أربعة شيكات أو أكثر".

دفع أسعار أعلى

وأشار "ألسوب" إلى الاتجاه الجديد، حيث يشهد السوق اهتماماً واضحاً بإيجار العقارات الفاخرة للغاية من قبل المستأجرين، ويرجع ذلك في الأساس إلى التوافر المحدود للعقارات المعروضة للشراء في المناطق الفاخرة.

وقال: "بالنسبة لعروض"ألسوب وألسوب"، ارتفعت أنشطة الإيجار بنسبة 36% من حيث عدد المشاهدات و 13% من حيث العرض في الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بالعام الماضي. وتشهد المناطق الفاخرة مثل وسط مدينة دبي ودبي مارينا والخليج التجاري نمواً مطرداً، حيث أصبح المستأجرون على استعداد لدفع إيجارات أعلى مقابل الموقع وجودة الحياة المقدمة. وفي المقابل، يتمكن المستأجرون من دفع الإيجار على عدة شيكات".

وارتفعت الإيجارات بشكل كبير منذ فترة جائحة كوفيد، مدفوعة بزيادة عدد الأفراد من ذوي الثروات العالية.

وأضاف: "لقد لاحظنا ارتفاعاً في عدد المشترين لشريحة السوق المتوسطة خلال عام 2024، ويليه العقارات الفاخرة. ومع توافد الأغنياء المستمر إلى المدينة في الربع الثالث من عام 2024، فقد ظهر اتجاه الطلب على العقارات الفاخرة للغاية وأدى إلى بيع 90 منزلاً تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار في الربع الثالث".

ومع توقع زيادة عدد أصحاب الملايين في البلاد خلال العقد المقبل، فمن المتوقع أن يظل سوق العقارات الفاخرة قوياً، ويتوقع الخبراء نمواً غير مسبوق.