أكد أحمد السويدي، المدير العام للمجمّعات السكنية لدى دبي القابضة لإدارة الأصول، أهمية الاستثمار التكنولوجي الاستراتيجي في إحداث تغيير إيجابي ملحوظ والارتقاء بتجربة معيشة المقيمين ضمن المجمعّات السكنية.

وأوضح أنّ دمج التكنولوجيا بالخيارات السكنية المتاحة اليوم سيكون أحد العوامل الأساسية التي ستؤثر على قرارات الأفراد من حيث اختيار مكان إقامتهم في المستقبل. ويمكن لتطبيق الوسائل التكنولوجية الفعّالة ضمن نقاط الاتصال المناسبة أن يوفر فرصاً هائلة للمقيمين وشركات إدارة المجمّعات السكنية، مما يضمن لهم أعلى مستويات الراحة والطمأنينة.

يأتي ذلك فيما لفت تقرير شركة «فوناج» حول العلاقة مع العملاء إلى أنّ أقلّ من نصف المستهلكين العالميين (42%) أشاروا إلى أنهم «راضون جدّاً» عن طريقة تعامل شركات إدارة المجمّعات السكنية معهم.

سرعة تلبية الطلبات

وأضاف: تُعدّ السرعة في تلبية الطلبات وتوفير الخدمات بسهولة كبرى وكفاءة عالية من المعايير الأساسية التي يتعيّن توفرها لضمان التميّز في خدمة العملاء، حيث يترتّب على الشركات تحديد الخدمات الرقمية التي تستوفي هذه المعايير.

وكنّا قد بادرنا في عام 2018 عندما أطلقنا تطبيق «DubaiAM Life» إلى تحويل بعض الخدمات، مثل جدولة أعمال الصيانة وإجراءات الانتقال إلى المنازل ومغادرتها، إلى خدمات رقمية تتيح للمقيمين الحصول على الخدمات التي يحتاجونها بمرونة عالية واستقلالية تامّة.

وبالرغم من أننا ما زلنا نقبل باستلام دفعات الإيجار عبر الشيكات، فإن تمكين المقيمين من إتمام دفعاتهم المستحقة وتجديد إيجاراتهم رقمياً قد أتاح لهم إنجاز مثل هذه المعاملات بشفافية ومرونة مالية عالية، ما ساهم بشكل ملحوظ في الحدّ من التأخير في إتمام دفعات الإيجار المستحقة.

لكنه أشار إلى أن الاندفاع بتهوّر نحو التحوّل الرقمي قد يترافق مع الكثير من المخاطر والتحديات. ونظراً إلى أننا كائنات اجتماعية بطبيعتنا، لا يمكن للتكنولوجيا أن تحلّ مكان التفاعل الإنساني بالكامل في رحلة تجربة المستخدم.

وقد أشار استطلاع أجرته شركة «بي دابليو سي» إلى أنّ 74% من المستهلكين خارج الولايات المتحدة الأمريكية يفضّلون التواصل مع موظف خدمة العملاء أكثر من التواصل مع روبوتات الدردشة الآلية أو خدمة الردّ الآلي على المكالمات الهاتفية. فاستبدال الأشخاص بالتكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى خسارة العملاء وإضعاف العلاقة القائمة معهم.

وتزداد مدينة دبي غنىً وتنوّعاً ثقافياً يوماً بعد يومٍ، حيث سجّل مركز دبي للإحصاء انضمام 25,776 مقيماً جديداً في الربع الأول من العام الجاري 2024. وما زالت تشهد دبي المزيد من التنوّع في ظلّ توجّه الأفراد والعائلات من كافة أنحاء العالم للإقامة فيها والاستفادة من فرصها الاقتصادية الغنية وتسهيلاتها المقدّمة للراغبين بالعيش والعمل فيها للحصول على تأشيرة ملائمة.

بيانات

وتُعدّ الحلول الرقمية مصدراً قيّماً لجمع البيانات الخاصّة بالمقيمين، حيث توفر هذه الحلول معلومات لا تقدّر بثمن تسهم بشكل إيجابي في اتخاذ قرارات الأعمال الاستراتيجية الصحيحة واغتنام فرص الاستثمار المتاحة.

وقد بادرنا إلى ربط نقاط اتصال متعدّدة ومنصّات موّردي الجهات الخارجية بلوحة تحكّم متكاملة، تعكس بشكل فوري كافة الأعمال والأنشطة القائمة ضمن محفظتنا الواسعة من العقارات السكنية.

وتسهم القدرة على تسجيل ملاحظات المقيمين وطلبات الصيانة واستخدام الموارد والأنشطة على مستوى كافة المرافق ووسائل الراحة التي نوفرها في تمكيننا من الوقوف على الفجوات الحالية، التي تؤثر بدورها على مستوى الكفاءة وفرص النمو والمبادرات المرتبطة بالاستدامة.

وتملك معظم المجمّعات السكنية القائمة في دبي مجموعات عبر تطبيق «واتساب»، تتيح للمقيمين تبادل المعلومات المهمّة والتعبير عن مخاوفهم أو قلقهم من مسائل محدّدة والإعلان عن الأنشطة الإضافية وإنشاء مجموعات مصغّرة كلّ بحسب مجال الاهتمام.

ويمكن لمثل هذه المنصّات الرقمية والمنتديات المجتمعية تسهيل التواصل مع العملاء وتمكين شركات إدارة المجمّعات السكنية من متابعة حالة شكاوى المقيمين ومعالجتها بشكل استباقي، فضلاً عن تصميم الفعاليات والأنشطة وتجارب العملاء وفرص الاستثمار على أرض الواقع بالاستناد إلى ملاحظات المقيمين.