قالت شركة الاستشارات العقارية العالمية «نايت فرانك» إن مطار آل مكتوم الجديد سيكون بمثابة محفز كبير لنشوء مدينة جديدة في دبي، تمثل مركزاً سكانياً ذا ثقل يضم نحو مليون نسمة ونقطة جذب للمواهب، لافتة إلى أن إعادة تنشيط نخلة جبل علي في أواخر العام الماضي، إشارة أخرى على الأهمية المتزايدة لجنوب غرب دبي كنقطة محورية للنشاط الاقتصادي.

وقال فيصل دوراني، الشريك، رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «نايت فرانك» في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إنه مع توقع استيعاب المنطقة المجاورة مباشرة للمطار الجديد لنحو مليون نسمة، ستكون هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة من قبل المطورين لتسريع خطط البناء لاستيعاب التدفق المتوقع للسكان. وأضاف دوراني أن إعادة تنشيط نخلة جبل علي في أواخر العام الماضي مثلت إشارة أخرى على الأهمية المتزايدة لجنوب غرب دبي كنقطة محورية للنشاط الاقتصادي.

وتابع دوراني: «ستكون كيفية تطور قصة العرض أمراً يستحق المشاهدة، لا سيما وأن دبي من المتوقع أن تشهد تسليم 22 ألف منزل فقط سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو أقل بكثير من 70 ألف وحدة مطلوبة كل عام لاستيعاب عدد سكان يبلغ 7.8 ملايين نسمة بحلول عام 2040، وعلى أساس الفجوة المتوقعة بين العرض والطلب، من المرجح أن تشهد الأسعار على المدى المتوسط والطويل ضغوطاً تصاعدية مستمرة، خاصة في منطقة دبي الجنوب».

وأوضح دوراني أن المطار الجديد سيكون هو النقطة المحورية لما سيصبح فعلياً مدينة جديدة، على منوال الطريقة التي عزز بها مطار دبي الدولي (DXB) النمو في قلب دبي.

وذكر دوراني أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها المدينة هو عدم وجود مواقع تطوير ساحلية جاهزة للتفعيل، من الواضح أن جزر دبي ونخلة جبل علي التي أعيد تنشيطها مؤخراً ستفتح المزيد من مواقع الواجهة البحرية مع مرور الوقت، ولكن في الوقت الحالي، تكتسب المجتمعات الداخلية التي تتمحور حول المساحات الخضراء اهتماماً كبيراً بين الأفراد أصحاب الثروات العالية محلياً وعالمياً، منها على سبيل المثال البراري، وتلال الغاف، وعقارات جميرا غولف، وجزر جميرا، وكلها مدرجة في قائمة مراقبتنا لتتم ترقيتها إلى حالة «الدرجة الأولى الفاخرة».

وأضاف: «من المرجح أن تظهر قصة مماثلة حول دبي الجنوب مع ظهور مركز سكاني جديد وتجمع المواهب حول مطار آل مكتوم الدولي، وقد بدأت نخلة جبل علي بالفعل في ملء هذا الفراغ.

وقد تم إطلاق الدفعة الأولى من المنازل على الجزيرة، التي بدأت أسعارها من 5 ملايين دولار، وتم بيعها بسرعة أواخر العام الماضي، ما يسلط الضوء على عمق الطلب على المنازل الفاخرة في المدينة، وكذلك في الجزء الجنوبي الغربي من إمارة دبي».

العقارات الفاخرة

وقال دوراني إن السوق السكني في دبي يقع حالياً في منتصف دورة السوق الثالثة، وقد دخلت ارتفاعات الأسعار عامها الخامس للتو، على الرغم من أن معدل النمو في السوق الرئيسي معتدل، وهذا أمر متوقع؛ نظراً للارتداد الاستثنائي الذي شهده السوق بعد فيروس كورونا، واعتباراً من نهاية الربع الأول من عام 2024، ارتفعت القيم العقارات السكنية بنسبة 9% على أساس سنوي، وارتفعت بنسبة 39% منذ الربع الأول من عام 2020.

وأضاف أن سوق العقارات الفاخرة، الذي يشمل نخلة جميرا وتلال الإمارات، وجميرا باي، سجل ارتفاعات كبيرة في الأسعار، مدفوعاً بالطلب الاستثنائي من الأفراد ذوي الثروات العالمية الذين يبحثون عن منزل ثانٍ، أو منازل لقضاء العطلات في أكثر المناطق تميزاً وحيوية في المدينة، وقد أطلقت قوة هذا الطلب العنان لسوق مبيعات المنازل الأكثر نشاطاً في العالم بقيمة +10 ملايين دولار، مع ارتفاع القيم الأولية نفسها بنسبة 44.4% في عام 2022، وبنسبة 16.3% في العام الماضي، ومع ذلك تسارع النمو مرة أخرى خلال الربع الأول من عام 2024، حيث ارتفع معدل النمو السنوي إلى 26.3%.

وتابع: «على الرغم من معدلات النمو الكبيرة هذه، تظل العقارات السكنية الفاخرة ميسورة التكلفة على نطاق عالمي، حيث تبلغ قيمتها مليون دولار لشراء نحو 980 قدماً مربعة في دبي، أي ثلاثة أو أربعة أضعاف ما يمكن شراؤه في الأسواق الرئيسية في لندن ونيويورك أو سنغافورة بالسعر نفسه».

تنوع المستثمرين

وأكد دوراني أن نطاق المستثمرين والمشترين في دبي لا يزال متنوعاً، واستناداً إلى المبيعات التي أنجزتها شركة نايت فرانك، كانت أكبر مجموعات المشترين لدينا خلال عام 2023 هي المواطنون (18%)، والبريطانيون (16%)، والصينيون (11%)، والهنود (5%)، والفرنسيون (4%).